رحلات طيران رخيصة إلى باري من RON71*

باري ثاني أكبر مُدن جنوب إيطاليا، وهي مدينة ميناء وجامعة، بالإضافة إلى كونها مدينة القديس نيكولاس في آنٍ واحد، وتزخر بالأنشطة التي تلائم جميع الأعمار والتوقعات والميزانيات ومستويات النشاط. هي ميناء بحري نشطٌ ومزدحم يصل إيطاليا باليونان وألبانيا وكرواتيا، وقد أعيد إحياؤها من خلال عمليات ترميم وتجميل حديثة وتوجيه استثمارات ضخمة بهدف استعادة تراثها المعماري المتنوع إلى مجده السابق. سافر إلى باري للاستمتاع بشواطئها فقط، ثم اتخذ قرار البقاء فيها لأجل كل شيء آخر، مثل مدينتها القديمة الساحرة، المعروفة باسم باري فيكيا، وشوارعها المتعرجة ومأكولاتها المتواضعة والطازجة يومًا بيوم. تناول مشروبًا لذيذًا وفاتحًا للشهية في ميدان ميركانتيلي المرصوف بتصميم أشبه بالأحجار الكريمة أو اكتف بمشاهدة حركة الحياة بينما تفترش على درجات الكنيسة وتتلذذ بقطعٍ من البانزيروتي. وبالطبع، خصص وقتًا كافيًا خلال عطلتك في باري للعثور على ما تفضله بين عدد لا يحصى من الخلجان والشواطئ، التي تحيط بها مياه للبحر الأدرياتيكي ذات الزرقة الخيالية.

 

سافر إلى باري في إيطاليا من أجل:

باري، التي حملت سابقًا اسم باريوم، عاصمة إقليم بوليا، وتقع عند نهاية ذلك الجزء الجنوبي من الخريطة الذي يُعرف باسم كعب إيطاليا. ولكن لا تدع هذا يخدعك، إذ تحتل المنطقة مركز الصدارة بأكثر من طريقة: بوليا مشهورة ومحبوبة لزيتها البكر الممتاز ذي القوام الكثيف، وساحلها المذهل الذي يمتد بطول 800 كم، ومطبخها الذي يبعث على تمام الرضا رغم خلوه من أي تكلف. يناهز عدد سكان باري 300 ألف نسمة بقليل، وتأتي بعد نابولي في الترتيب على صعيد القوة الاقتصادية ولكنها تتربع في الصدارة بلا منازع من حيث ثرائها الثقافي وتاريخها وحميمية أجوائها. مدينة ساحلية تتمتع بإمكانية الوصول إلى طرق الشحن الإستراتيجية، وتحتل مكانة رائدة بصفتها مركزًا لمصايد الأسماك وبوابة مهمة إلى البحر الأدرياتيكي منذ أن انضوت تحت لواء الحكم الروماني في القرن الثالث قبل الميلاد. وللسبب نفسه، تقلّبت سدة الزعامة في هذه المدينة مرات لا تحصى على مر القرون، وحولت هذه المدينة الساحلية إلى ذاكرة حية تعج صفحاتها بالقبائل والإمبراطوريات والحصارات والحروب الأهلية والقديسين والديكتاتوريين.

 

متواضع ولذيذ

يحاكي مطبخ بوليا السمعة الإيطالية الأصيلة، حيث يتمتع بقوة نارية حقيقية في الطهي. ومع ذلك، لن تجد فيه أيًا من مظاهر الترف، ونقصد هنا المعنى الحرفي للكلمة، إذ يُعرف الإبداع الأهم في مطبخ المنطقة باسم كوتشينا بوفيرا أو "طعام الفقراء". وُلد المطبخ المحلي بدافع الضرورة أكثر من كونه مجرد تجربة طهي، وهو مطبخ متواضع ولذيذ ويقتصر على استخدام المكونات الموسمية والمحلية حصرًا. وتتجسد هذه الفلسفة في أفضل صورها من خلال أوريكيته، أو "الآذان الصغيرة"، وهي إحدى أنواع المعكرونة التي تختص بها منطقة بوليا، بشكل يشبه الأذن ومصنوعة بدون إضافة البيض. تشكل هذه المعكرونة الرفيق المثالي للصلصات الشهية التي تشتهر بها باري، ممزوجة من الباذنجان والطماطم والفطر وزيتون بوليا الناضج. "لا لوكاندا دي فيديريكو" مطعم على طراز القرون الوسطى في ميدان ميركانتيلي، ويقدم أطباق باري التقليدية في أجواء ودية تُشعرك بالراحة.
وبشكلٍ بديهي، فإن المأكولات البحرية أيضًا شخصية رئيسية على مسرح الطهي الفريد الذي تتمتع به باري. لا تضيع وقتك واطلب الطبق المميز مباشرة، "ريزو باتاتي إي كوتزي"، واستمتع بتناغم الأرز والبطاطس وبلح البحر، المخبوزين في أواني مصنوعة من طين تيراكوتا في أفران تعمل بالحطب. يمّم تجاه السوق القائمة خلف تياترو مارغريتا وتذوق أشهى المأكولات البحرية الطازجة على الإطلاق. ستجد هناك إغراءات تنتظرك حيثما ذهبت عيناك: يحضّر الصيادون أطباقًا من لحوم الأخطبوط والروبيان وأسماك البحر الأدرياتيكي، جاهزة لتقتنص منها لقمة. أما طعام الشارع في باري، فتلك أسطورة أخرى: جرب "بانزروتي"، وهو نوع صغير من فطائر الكالزوني مقلي ومحشو بالطماطم وجبن الموتزاريلا. ابحث عن مطعم "ماريا ديلي سجاليوتزي" في شارع "سترادا ديلي كروتشاتي" لتحظى بفرصة تذوق "سجاليوتزي"، المعروفة أيضًا باسم مكعبات عصيدة دقيق الذرة المقلية، محضّرة بأيدي ماريا نفسها للحصول على وجبة خفيفة مريحة تشعر كأنها مطبوخة في منزلك.

 

ملوك وقديسون ومغنون يصدحون بأصوات الأوبرا

ميناء المدينة الجديد موطنٌ لعبّارات الركاب التي تجتاز البحر الأدرياتيكي إلى اليونان وألبانيا. أما الميناء القديم فموطنٌ لأشد مظاهر الأصالة في باري. توجه مباشرة إلى بورتو فيكيو، حيث لا يزال الصيادون يبيعون صيدهم الطازج من قواربهم مباشرة، جنبًا إلى جنب مع ألذ المأكولات البحرية الطازجة التي يمكنك تناولها. استمتع ببعضٍ من سحر العالم القديم وعبقه وأنت تتجول في الشوارع الضيقة التي تشبه المتاهة في البلدة القديمة التاريخية، باري فيكيا. أقيمت كنيسة سان نيكولا المبنية على الطراز الرومانسكي في أواخر القرن الحادي عشر لإيواء رفات القديس نيكولاس، الذي كان مصدر الإلهام لشخصية سانتا كلوز (بابا نويل) الخيالية، وليس أقل من ذلك. تأتي كاتدرائية باري في المرتبة الثانية فقط من حيث الشهرة، بيد أنها ليست أقل من حيث الأهمية المعمارية والدينية، فهي نموذج نفيس آخر على فن العمارة الرومانسكي في إقليم بوليا، بواجهتها البسيطة التي تتصدرها نافذة رائعة بتصميم وردة، مطوّقة بالوحوش والمخلوقات الأسطورية. بفضل الملك النورماندي روجر الثاني، يمكنك أيضًا تذوق تراث باري البيزنطي. تم بناء كاستيلو سفيفو في القرن الثاني عشر على أنقاض مبنى بيزنطي، وهي وجهة شهيرة لعشاق الفن، حيث تستضيف المعارض الفنية والثقافية على مدار العام. ثمّة شيء آخر يتملك قلوب سكان باري بالشغف، ألا وهو الفنون المسرحية. يحتل تياترو بتروتزيلي مكانة مرموقة على قائمة أشهر المسارح في إيطاليا، وقد شهد عروض عظماء من أمثال لوتشيانو بافاروتي ورودولف نورييف. للاطلاع على كل جديد ومثير في أنشطة بوليا الثقافية، اختلط مع الحشد الفريد لمركز أوفيتشينا ديلي إيزوردي الثقافي. يُطلق القائمون على هذا المكان اسم "المختبر الحضري"، وهو موطن لعشاق ومبدعي كل ما هو معاصر في عوالم الموسيقى والرقص والمسرح والفنون البصرية والسينما والأدب والرياضة والطعام.

 

ساحات مشمسة وليالٍ هادئة

مع وجود شريانين رئيسيين للتسوق، سيجد مدمنو التسوق أنفسهم هائمين من وفرة الاختيارات في باري. إن كنت ممن يؤْثِرون الأسماء الرنّانة، فيمكنك التجول على امتداد شارع فيا سبارانو والإنفاق بسخاء لدى متاجر برادا وفالنتينو وغوتشي وماكس مارا وكوتشينيل ومارينا رينالدي، أو اختر متاجر زارا وبينيتون المحبوبة ذات الأسعار المعقولة. يزخر شارع كورسو كافور أيضًا بتشكيلة مثيرة للإعجاب من متاجر الأزياء ومستحضرات التجميل والإكسسوارات، والمقاهي الجميلة لأخذ قسط من الراحة بين الحين والآخر بعد جولة تسوقٍ مرضية، ومدخل يؤدي مباشرة إلى البحر. هل تود تدليل أصدقائك عشاق الطعام المنزلي؟ إذن توجه لزيارة الأسواق في كورسو ماتزيني وفيا نيكولاي للتلذذ بأشهى الأطباق المحلية أو استطلاع المنتجات التقليدية من الأواني الفخارية وسلال القش في وسط المدينة القديمة.
لجرعة استجمام في ضياء الشمس المنعشة، ليس ثمّة مكان أفضل من ميدان ميركانتيلي عند مفترق الطرق بين شارعي "كورسو فيتوريو ايمانويلي" و"لونغوماري إمبيراتوري أغوستو" وميدان ديل فيراريسي. كان ميدان ميركانتيلي ذات يوم قلب التجارة النابض بالحياة في المدينة، وأضحى اليوم مكانًا يغص بالناس الذين يحتسون القهوة أو يستمتعون بكوبٍ من الجيلاتي، وكذلك بالفعاليات الثقافية الوطنية والدولية. انغمس في حياة باري الليلية المفعمة بالزخم والإثارة في أحد البارات والنوادي العديدة المنتشرة في أنحاء المدينة. أسر نويز بار قلوب السكان المحليين والزوار على حدٍ سواء بفضل أجوائه المريحة للغاية واختياراته الأنيقة من المشروبات المبتكرة والفعاليات المتنوعة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية.

 

شواطئ على مد النظر وخلجان مكنونة ومغارات من عالم الأحلام

إليك فرصتك لتستمتع بحياة الشاطئ على أكمل وجه. ثق بنا حين نخبرك أنه كائنًا ما كان النشاط الساحلي الذي تهوى ممارسته، فإنك ستجد في باري غايتك المنشودة. ساحل بوليا، الكفيل بإثارة حسد أي منطقة أخرى في العالم، يبدأ من باري ويبدو أنه يمتد إلى ما لا نهاية. تستحق مغارات بولينيانو وخلجانها ومياهها اللازوردية المبهرة رحلة البحث عنها، لا سيما عند منطقة كالا بورتو في وسط المدينة. يعد خليج كالا بورا الصغير نقطة جذب مفضلة لدى السكان المحليين، ويغلب عليه الطابع الصخري، بينما تحظى الشواطئ الرملية وكراسي التشمس وأكواخ الشاطئ في بورتو كافالو وسان جيوفاني بشعبية بين العائلات التي لديها أطفال. لا يعني ذلك أنه يتعين عليك الخروج من باري للاستجمام على شاطئ البحر، حيث تقع شواطئ "باني إي بومودورو" و"توري أماري" و"مولا دي باري" على أعتاب المدينة مباشرةً.

 

الطقس في باري

تتمتع باري بمناخ متوسطي معتدل، مع شتاء ممطر أشبه بالربيع وصيف حار. بفضل موجات متفرقة من الرياح التي تعصف من أوروبا الشرقية، فقد يصادف مرور بضعة أيام باردة أو حتى (احبس أنفاسك!) مُثلجة، ولكن متوسط درجة الحرارة لا ينخفض عن 6 درجات مئوية حتى في أبرد الشهور، وهو مارس. في الصيف، يميل الهواء الصحراوي إلى الهبوب فوق المنطقة قادمًا من شمال إفريقيا، ما يجلب أيامًا تتراوح بين المعتدلة والحارة ويمنحك سببًا آخر للمكوث عند الشاطئ.

 

مطار باري

يُعرف مطار باري رسميًا باسم مطار باري كارول فويتوا، ويقع على بعد حوالي 8 كيلومترات شمال غرب عاصمة إقليم بوليا. على الرغم من صغر حجمه نسبيًا (مع مبنى واحد فقط)، يضم مطار باري بين جنباته حوالي 20 متجرًا لبيع الإلكترونيات ومستحضرات التجميل والكتب والصحف والألعاب والسلع الإيطالية. للوصول إلى باري، استقل حافلة أمتاب أو حافلة تمبيستا المكوكية أو اعثر على سيارة أجرة في صالة الوصول. كما تتوفر خدمة تأجير السيارات أيضًا.