رحلات طيران رخيصة إلى بوخارست من EUR15*

لا تقتصر بوخارست على كونها واحدة من أشد الوجهات أمانًا في أوروبا وأكثرها رأفة بمحفظتك، ولكنها أيضًا مدينة مزدهرة تعيش نهضة مذهلة وهائلة. تُعرف المدينة، التي أطلق عليها اسم "باريس الشرق الصغيرة" في مطلع القرن العشرين، بشوارعها الواسعة التي تكتنفها الأشجار، ومبانيها التي تكتسي بمظاهر حقبة بيل إيبوك الرائعة، وبالعشق الأبدي للفن، سواء أكان ذلك الفن الشعبي أم المعاصر، أم المسرح أم الباليه أم الموسيقى. وهي مشهورة أيضًا بحياتها الليلية ونواديها الصاخبة بموسيقى منسقي الأغاني الصاعدين والتي تعج بالشبان الذين يتنافسون على الاحتفال حتى الرمق الأخير. سيحظى عشاق الطبيعة والعائلات بحصتهم أيضًا، وسيجدون تباينًا مذهلاً مع العالم السابق في واحات المدينة الخضراء الهادئة، بما في ذلك الحدائق الرومانسية والبحيرات الجميلة ومتنزهات المغامرات القريبة.

 

حلّق إلى بوخارست، رومانيالزيارة

بوخارست مدينة صاخبة بسكانها الذين يناهز عددهم المليوني نسمة. وتقول الأسطورة إن بوكور كان مؤسس المدينة، وهو راعٍ روماني أحبه السكان المحليون حبًا جمًا بسبب موسيقاه الساحرة على الفلوت ومشروباته اللذيذة، لدرجة أنهم أطلقوا اسمه على المدينة. أصبحت بوخارست عاصمة رومانيا عام 1862، وتحولت في التاريخ نفسه إلى مركز الثقافة الرومانية ومنبع فنون العمارة الكلاسيكية الجديدة والآرت نوفو والباوهاوس والآرت ديكو. ومع ذلك، فقد تركت الفصول الأكثر قتامة في صفحات تاريخ بوخارست بصماتها على المدينة، متمثلة في العديد من التذكارات التي ستذهل لها الأبصار. انتصب البلاط الأميري القديم في البلدة العتيقة الكبرى في بوخارست، وأضحى مسكن فلاد الثالث المخوزِق، أمير الأفلاق عديم الرحمة الذي ألهمت أفعاله الروائي برام ستوكر لينسج حولها قصة دراكولا. تعرضت باريس الصغيرة للقدر الأكبر من الدمار على أيدي النظام الشيوعي، وخيمت عليها المظاهر الرتيبة والباهتة لجنون عظمة تشاوتشيسكو، فكانت النتيجة مزيجًا مذهلاً من الموضة والثقافات والتقاليد ينتظر بفارغ الصبر للكشف عنه.

 

أنشطة يمكن ممارستها في بوخارست: جواسيس وطغاة وألحان عذبة

لتحظى بنظرة خاطفة على الجانب الرومانسي لبوخارست، توجه لاكتشاف شارع النصر (كاليا فيكتوريي) المرموق في المدينة، ويجمع هذا الشريان الرئيسي للعاصمة الرومانية بين عالمين: الجزء الشمالي السكني المحاط في الغالب بمنازل وقصور فائقة الجمال من حقبة بيل إيبوك، والنصف الجنوبي الذي يعج بالمتاجر والمطاعم الراقية، بالإضافة إلى الفنادق ذات النجوم الخمسة. يعد النادي الثقافي الروماني (أتينول رومان) موطن أوركسترا جورج إينيسكو الفلهارمونية ومهرجان جورج إينيسكو الدولي السنوي للموسيقى، وهو ليس مجرد معلمٍ بارزٍ فحسب، بل هو أيضًا رمزٌ عزيزٌ تحتفي به كلٌ من البلاد وعاصمتها. بُنيت قاعة الحفلات الموسيقية على الطراز الكلاسيكي الجديد، وذلك في عام 1888 بفضل حملةٍ لجمع التبرعات على المستوى الوطني استمرت 28 عامًا وأنقذت مشروع البناء بعد نفاد الأموال من الجهات المانحة الأصلية.
بعد أن تجتاز تمثال الفارس العملاق الذي يجسد الملك كارول الأول، أول ملوك البلاد، ستصل إلى القصر الملكي السابق والموطن الحالي للمتحف الوطني للفنون في رومانيا. يرجع تاريخ هذا المبنى وغرف المعيشة الفخمة التي تتربع بين جدرانه إلى القرن التاسع عشر، وهو بحد ذاته أعجوبة بصرية، ولا تجاريه في درجة الجاذبية، بل ربما تزيد، إلا مجموعة المعرض الضخمة من أعمال عمالقة الفن الرومانيين والأوروبيين، بما في ذلك برانكوشي وبيتراشكو وديلاكروا وسيزان وماتيس وبيكاسو. أما ساحة الثورة (بياتا ريفولوتييه) فقد شهدت ذات يوم ولادة الثورة الرومانية وسقوط الطاغية تشاوتشيسكو في ديسمبر من عام 1989. ولا بدّ لك من زيارة قصر البرلمان الروماني "بالاتول بارلامينتولي" (المعروف سابقًا باسم قصر الشعب "كاسا بوبورولوي")، الذي يمثل تجسيدًا حيًا لغرور الديكتاتور السابق وأحلك أيام نظامه.

 

المهمة اللذيذة: إيجاد أشهى سارمالي

المطبخ الروماني بالتأكيد ليس مكانًا لأصحاب القلوب الضعيفة، أو أصحاب الشهية الضعيفة، إذا صح التعبير. ومن الأمثلة على ذلك: ميسي (mici) أو ميتيتي (mititei). ويعني الاسم ببساطة "القطع الصغيرة"، ولكن لا تدع ذلك يخدعك: ما تفتقر إليه نقانق اللحم المفروم المشبع بالعصارة والمتبل بالثوم والفلفل هذه في الحجم، فإنها تعوضه بنكهةٍ قد تتجاوز أشهى تخيلاتك. سارمالي في الأصل طبق تركي، وهو مزيج لذيذ آخر من اللحم المفروم وتوابل النباتات الترابية، ممزوجًا بالأرز والبصل والشبت. أما أولئك المولعون بأطباق الحلويات، فلا بد لهم وبكل بساطة من تجربة الباباناشي، وهي دونات كبير الحجم محشوٌ بجبن القريش أو الجبن الطري ويقدم ساخنًا كأنه يكاد يشتعل تحت طبقات غنية بالكريمة الحامضة والمربى.
ولتحظى بتجربة لن ينساها كرشك ما حييت، فعليك بالبحث عن لاكريمي شي سفينتسي في شارع شيبكاري. يشتهر هذا المطعم الغريب بإعادة تأويل الوصفات الرومانية المحبوبة وتخيلها بصورة جديدة، بالإضافة إلى تصميمه الداخلي الخشبي، والذي تم تجميع قطعه من نوافذ مطابخ المزارع وأبواب المستشفيات وأجزاء أسقف الحظائر والكراسي، وذلك من كل حدبٍ وصوبٍ في البلاد، ولن ننسى أيضًا زخارفه الجدارية المصنوعة من 16000 قطعة ليغو. No less Instagrammable is Caru’ cu Bere (The Beer Wagon), Bucharest’s oldest beer house. على بعد خطواتٍ فقط من ساحة يونيري، ينتظرك أشهى طبق سارمالي قد تتذوقه في حياتك، وبطريقتين لا أقل. هناك، يزعم نزل هانوي لوي مانوك أنه أقدم نزل في أوروبا، وأنه الحارس الأمين لتقاليد الطهي الرومانية منذ أكثر من قرنين.

 

بوخارست: حياة ليلية لا تنتهي قصصها

عندما يتعلق الأمر بالتسوق، فإنك ستجد في بوخارست من كل بستانٍ زهرة، والكثير مما سيذهلك. توجه إلى "باند أوف كرييتورز"، وهو متجر مفهوم يبيع الموجات الجديدة من ملابس وإكسسوارات العشرات من مصممي رومانيا وأوروبا الشرقية، المشهورين منهم وأولئك الذين وضعوا أقدامهم على أولى عتبات الشهرة، أمثال فلورينتينا جيول وإيوانا تشيولاكو ولاريسا دراغنا. سواء أكنت دودة كتبٍ أم لا، فمن المؤكد أن زيارة مكتبة كيرتوريشتي كاروسيل ستُلقي في قلبك مزيجًا من مشاعر الهيبة والذهول، فهي مكتبة بوخارست الشهيرة والمعشوقة التي لا تكتفي العدسات من تصويرها في شارع ليبسكاني. ابحث أيضًا عن مركز تسوق يونيريا في قلب المدينة عند بياتا أونيري، لتغطية احتياجاتك اليومية من التسوق، أو تابع رحلتك إلى آفي بالاس كوتروتشيني، إذا كنت تشعر بالرغبة في البذخ والإسراف.
تتركز الحياة الليلية في بوخارست في أنحاء منطقة ليبسكاني، وفيها ما يلبي جميع الأذواق ومستويات النشاط والحيوية والميزانيات وأساليب العيش، بدءًا من النقاط الساخنة لعشاق الحياة العصرية، مرورًا بالاستراحات الأنيقة، ووصولاً إلى النوادي الليلية الصاخبة. يبعث بار "فيكس" في فن تحضير الكوكتيل روحًا جديدة. يقع هذا "البار النباتي" في وسط المدينة، ويكمن سره وملعبه الإبداعي في المكونات، حيث يبتكر مشروباته وكوكتيلاته في الغالب باستخدام نباتات ومستخلصات نباتية من مصادر محلية ومن أوروبا الشرقية. يعد "كونترول كلوب" في وسط المدينة بمثابة منشأة تعليمية في مشهد الحياة الليلية المحلي، والمعروف بعروضه الفنية الحية وليالي منسقي الموسيقى وفترات تخفيض الساعة السعيدة يوم الثلاثاء على شرفته الجميلة.

 

الأخضر بكل أطيافه يظلل قوارب التجديف في أحلى الرحلات النهارية

اكتشف الجانب المورق من الحياة في بوخارست بدءًا من أقدم متنزهاتها، حدائق تشيشميجيو أو متنزه تشيشميجيو. تضم منطقة التلاقي المفضلة في بوخارست بحيرة اصطناعية، مثالية لركوب قوارب التجديف عندما يصبح الجو أكثر دفئًا والتزلج على الجليد في أشهر الشتاء، ومقاعد مظللة للجلوس وتأمل كنزٍ من المعالم. يقع متنزه الملك مايكل الأول (Parcul Regele Mihai I) على الجانب الشمالي من بوخارست ويحتضن بحيرة هيراستراو، كبرى البحيرات التي تشكلت على طول نهر كولينتينا. تكتنف المساحة الخضراء الرائعة للمتنزه قصر إيليزابيتا (Palatul Elisabeta)، وهو مقر العائلة المالكة الرومانية على الجزيرة، ومسرحًا في الهواء الطلق وناديًا لليخوت وناديًا رياضيًا وملعب غولف.
لا تفوت زيارة متحف قرية (Muzeul Satului) ديميتري جوستي الوطنية في بوخارست، وهو متحف إثنوغرافي (نسبةً لعلم وصف الأعراق البشرية) في الهواء الطلق يمتد على مساحة 100 ألف متر مربع يعرض حياة الفلاحين الرومانيين التقليدية وما يقرب من 300 مزرعةٍ ومنازل حقيقية لفلاحين من جميع أنحاء البلاد. أما قصر موجوشوايا (Palatul Mogoșoaia)، الذي يقع على بعد 10 كيلومترات فقط خارج بوخارست، فهو مثالٌ حيٌ على مظهرٍ آخر من مظاهر التقاليد الرومانية: نمط برينكوفانيسك (Brâncovenesc)، وهو النمط الفني والمعماري الذي هيمن على البلاد خلال الحقبة الممتدة من أواخر القرن السابع عشر إلى أوائل القرن الثامن عشر. بنى كونستانتين برينكوفانو القصر بين عامي 1698-1702، وجمع فيه عناصر من فنون العمارة الرومانية والبيزنطية والإيطالية والباروكية، بالإضافة إلى منحوتات معقدة ومتشابكة على طراز برينكوفانيسك.

 

مطار بوخارست

تهبط رحلات الركاب في مطار هنري كواندا الدولي في بوخارست، الواقع في أوتوبيني، على بعد 18 كيلومترًا شمال مركز المدينة. يتسم المطار بسهولة التنقل فيه، مع ممر وصول يربط بين محطتي الوصول والمغادرة. من هناك، يمكنك الوصول إلى وسط مدينة بوخارست بالحافلة رقم 783، أو إلى محطة سكة حديد بوخارست الشمالية (București Gara de Nord) إما بالقطار أو بالحافلة رقم 780. وكخيار بديل، تتوفر خدمات تأجير السيارات وسيارات الأجرة بسهولة خارج منطقة القادمين.

 

الطقس في بوخارست

تمتد بوخارست على السهل الروماني، وتتمتع بمناخ قاري رطب يمتاز بشتاء بارد مثلج وصيف حار. غالبًا ما تنخفض درجات الحرارة في الشتاء إلى ما دون الصفر، بينما يبلغ متوسط درجة الحرارة في الصيف 23 درجة مئوية، مع طفرات عرضية قد تصل فيها درجات الحرارة أحيانًا إلى 40 درجة مئوية في وسط المدينة. يحلُّ الربيع عادة متأخرًا في بوخارست، وتتزامن أولى الأيام الدافئة مع بداية شهر أبريل، ويعد شهر مايو وبدايات فصل الخريف أفضل وقت لزيارة العاصمة الرومانية، مع صباحات لطيفة ومشمسة وليالي تداعبك فيها نفحة من البرودة.