رحلات طيران رخيصة إلى كاتوفيتسه من EUR16*

تقع كاتوفيتسه في أقصى الجنوب الغربي من بولندا، وهي العاصمة المزدهرة لسيليزيا العليا، وواحدة من أكثر المناطق الحضرية كثافة بالسكان في المنطقة. وبمجرد أن صارت موصومة بأنها منطقة صناعية، نظرًا لماضيها الذي اشتهرت به في ذلك، ما كان منها إلا أنها أعادت اكتشاف نفسها وعملت بجد لتصبح مركزًا إبداعيًا حديثًا على مدار العقد الماضي. فموسيقاها ومعارضها وعمارتها وتصميمها وشوارعها التي تعج بالرسوم الجرافيتية، لن تخيب آمالك عند زيارتها. وتفخر هذه المدينة المستكينة أيضًا بمجال الأطعمة المتنامي لديها، واتساع الرقعة الخضراء على أرضها، واحتضانها لمتحف سيليزيا على أرضها، الذي يستضيف معارض رائعة في موقع كان يستخدم في السابق لاستخراج الفحم. علاوة على أن ذلك جعل منها مركزًا ممتازًا لسبر أغوار المنطقة جميعها، ومن ذلك منجم فياليتشكا لاستخراج ملح الطعام، أو معسكر أوشفيتز بيركيناو للاعتقال، أو محطة توقف تظل عالقة في الذهن قبل السفر إلى كراكوف، فروتسواف أو تشيكيا.

سافر إلى كاتوفيتسه في بولندا لزيارة:

تبوأت كاتوفيتسه مكانة قوية لا يستهان بها إبّان الثورة الصناعية في بولندا خلال القرن التاسع عشر. دبت الروح مرة أخرى في المقاطعات التي كانت على وشك مفارقة الحياة بسبب صناعة الحديد والفحم التي أحيتها من جديد. الآن تكاد تخلو سيليزيا من الصناعات الثقيلة، بيد أن هذه المدينة كان ردة فعل سريعة تجاه تغيّر الأوضاع الاقتصادية السائدة. وفي أيامنا هذه صارت كاتوفيتسه واحدة من أكثر المناطق جذبًا للاستثمار في أوروبا الوسطى والشرقية. إلا أنها لم تتوقف عند هذا الحد. فقد وجهت الكثير من الأموال إلى إحياء مساحاتها الحضرية والثقافية، وهذا يظهر واضحًا جليًا. تخلى ميدان سوق البلدة (رينيك)، الميدان الرئيسي، عن صورته الباهتة والمثقلة بالخرسانة، وأصبح منطقة تنزه كبيرة تحوي مناضد مريحة ومقاعد للاستلقاء تحت أشعة الشمس ونهرًا صناعيًا، حتى إنها لم تخل من أشجار النخيل. أما "نيكيشوفيتس"، ذلك الحي المشيد بالطوب الأحمر، معقل عمال مناجم الفحم سابقًا وواحد من أكثر الأحياء إثارة للاهتمام، فأصبح الآن يعج بالمعارض والمقاهي إلى جانب متحف التاريخ والمحلات التجارية التي تبيع مجوهرات الفحم.

حياة ثقافية صاخبة

تحولت الأرض الصخرية الخربة، التي خلفها منجم مهجور، إلى منطقة ثقافية تنبض بالحياة في وسط المدينة. تضم المنطقة "سبوديك"، واحد من الأماكن التي تضفي البهجة على زائريه، وهو ملعب ضخم للرياضة والموسيقى يُعرف باسم "الصحن الطائر"، وأوركسترا سيمفونية الإذاعة الوطنية البولندية (NOSPR)، وقاعة حفلات موسيقية من الطراز العالمي، ومتحفًا للفن السيليزي. وإذا كان لنا الحق في إسداء نصيحة واحدة لك، فستكون كالتالي: زيارة هذا المتحف التفاعلي يشغل جزء منه مساحة تحت الأرض. يضم هذا المتحف مجموعات مذهلة من اللوحات الفنية والأعمال الفنية الدينية والصور، وينفث الروح في تاريخ المنطقة الذي عصفت به الاضطرابات، بدءًا من أول آلة بخارية ومرورًا بانتفاضات أهل سيليزيا في مواجهة الألمان ووصولاً إلى عمليات الترحيل القسري والحياة في ظل الشيوعية. لا تبخل بمشاهدة برج المراقبة المجاور أيضًا. تمتاز المدينة كذلك بأنها موطن أكبر كاتدرائية في بولندا، كاتدرائية المسيح الملك بأجوائها القاتمة والمعتمة، والتي اكتمل بناؤها عام 1955.
أما في الصيف، فيقام مهرجان "إندوستريادا فيستفال" السنوي احتفالاً وتخليدًا للماضي الصناعي العريق الذي تتمتع به المنطقة. هل لامست قدماك قمة منجم قبل ذلك؟ أو حالفك الحظ بالمسير وسط محطة قديمة لإنتاج الطاقة؟ ها قد لاحت الفرصة في الأفق لرؤية أماكن مغلقة أمام الجمهور عادة، ومعايشة التجربة، لكن بعيدًا عن المخاطر. تهيم كاتوفيتسه عشقًا بالرسوم الجرافيتية التي تعج بها شوارعها: توجه إلى مارياتسكا تيلنا (الموازي لشارع مارياتسكا) وشارع مايا ستريت لتشاهد بنفسك أكثر الجداريات لفتًا للأنظار التي تزدان بها المدينة. أما إذا كنت أكثر ميلاً للموسيقى، فتفقد مهرجان تاورون للموسيقى الحديثة، وهو حدث يمتد لعدة أيام في المنطقة الثقافية في كاتوفيتسه. حصد المهرجان الذي يكرس جهوده للموسيقى الإلكترونية جائزة أفضل مهرجان صغير في أوروبا ثلاث مرات. ومن المهرجانات المفضلة الأخرى المتنامية مهرجان أوف فيستيفال، حيث موسيقى الإندي والألتيرنيتف الصاخبة والمعارض وورش العمل وعروض الأفلام في متنزه وادي البرك الثلاث.

كيف يدلل الطعام البولندي عشاقه

مع انتشار المطاعم المتميزة في أنحاء المدينة، ارتقى مشهد عشاق الطعام في كاتوفيتسه إلى مستويات لا تضاهى في هذا الشأن. يتميز المطبخ البولندي، بنكهاته التي تزكم الأنوف، بأنه خفيف على النفس، يحوطه الجو العائلي، نظرًا لاعتماده على المكونات المحلية، ومنها الشمندر الأحمر، وعش الغراب، والبطاطس، واللحم بجميع أشكاله. تذوق البيروغي، الزلابية التي تشتهر بها البلاد، بكل حشو يمكن تخيله في مطعم "بيروجي شفياتا"، أو جرب صنف البطاطس باللحم المحلي، والذي يُطلق عليه اسم كوليبيلي، في مطعم "جوروفنيا"، الذي يقدم بعضًا من أفضل أطعمة منطقة "سيليزيا" على الإطلاق. وللمسة من الرقي والفخامة، توجه إلى مطعم "تاتيانا"، الذي يقدم أطباقًا وطنية مع لمسة عصرية، أو جرب مطعم "شلوسكا بروهيبيتسيا" في حي "نيكيشوفيتس"، حيث يصادف أن يكون الطاهي أحد الفائزين السابقين بجاهزة أفضل طاهٍ في بولندا (ماسترشيف بولند).
هل تحتاج إلى وجبة خفيفة في أثناء حِلّك وترحالك؟ شق طريقك إلى مطعم "تودويوترا" في شارع مارياتسكا وجرب طعام الشارع الحائز على الصدارة في بولندا، وهو عبارة عن قطعة خبز عليها جبن، تعرف باسم "زابيكانكا".

ليلة في المدينة

وللمشروبات المسائية، لا تعد عيناك عن شارع مارياتسكا المخصص للمشاة، شريان الحياة الليلية في المدينة. حياة صاخبة؛ لكنها تحوي في طياتها جميع الخيارات التي تناسب جميع الأذواق والميزانيات على حد سواء! أما بار الكوكتيل الكوبي القديم، فيلتزم بالوصفات المدونة على عبوته بحذافيرها (ليس هذا فحسب، بل يصنعها على أكمل وجه). أما مطعم كاتو، ذي المظهر العصري وغير الرسمي، فواحد من أفضل الأماكن البديلة في المدينة.

اخرج للتنزه وانزل تحت الأرض وتذكر الهولوكوست

اذهب في نزهة وسط الزهور الملونة في حديقة كوشتيوشكو، الواحة الخضراء ذات الموقع المركزي المثالي، أو اذهب في رحلة مسير إلى وادي البرك الثلاث على الحافة الجنوبية لمدينة كاتوفيتسه، بشبكته مترامية الأطراف من الممرات المُشجرة وما يصل إلى 11 بحيرة، على الرغم مما يوحي به الاسم. حديقة سيليزيا الواقعة في الطرف الشمالي الغربي من المدينة تعج بأشياء يمكنك فعلها، ففيها القبة السماوية وحديقة حيوان سيليزيا والتلفريك المبني حديثًا. إذا لم يشبع كل هذا نهمك بالحصول على وجبة دسمة من الانطلاق في الهواء الطلق، فأحضر حذاء المسير وتوجه إلى جبال بيسكيد المهيبة، أو اختر مرتفعات كاتوفيتسه - تشيستوخوفا، المعروف أيضًا باسم مرتفعات جورا، وهي عبارة عن مجموعة دراماتيكية من الكهوف والتكوينات الصخرية الغريبة والقلاع والقرى الصغيرة.
هل أنت مستعد للانطلاق في رحلة ليوم واحد؟ منجم فياليتشكا لاستخراج ملح الطعام، واحد من أشهر معالم الجذب في بولندا، لا تفصله عن المدينة سوى رحلة بالسيارة لساعة واحدة. متاهة الأنفاق الجوفية والغرف البالغ طولها 300 كيلومتر، والتي تشغل تسعة مستويات، تضم تماثيل تكاد تعانق السماء لضخامتها، وثريات رائعة وأماكن للصلاة تحت الأرض مع تراكيب مذبح متداخلة، وكلها منحوتة من الملح الأبيض للمنجم. يجثم موقع أوشفيتز بيركيناو أيضًا في الجوار، ويوفر لزائريه جولة مشوقة ومثيرة في معسكرين للاعتقال، وهي شهادة مؤلمة على أهوال الهولوكوست. تأكد من الحجز قبل الزيارة عبر الإنترنت، لأنه ولسوء الحظ فالتذاكر محدودة العدد!!

https://www.katowice-airport.com/