رحلات طيران رخيصة إلى غدانسك من NOK147*

جدانسك وبلا أدنى شك أحد أروع الموانئ على بحر البلطيق. تشهد الأشهر الدافئة هناك توافد جموع البولنديين وغيرهم من الأجانب إلى واجهة المرفأ الأخاذة، أو الإقبال على شوارعها بأعداد غفيرة خلال معرض سانت دومينيك السنوي، أو الاحتفال حتى الساعات الأولى من الصباح على الشواطئ البكر لخليج جدانسك. يكاد يكون من السهل على المرء أن ينسى كيف شهد هذا المكان اندلاع الشرارة الأولى للحرب العالمية الثانية، تلك الحرب التي غيرت مجرى التاريخ، لا سيما بولندا، والعالم أجمع إلى الأبد. تلقي الأيام العصيبة التي عاصرتها أوروبا بظلالها فوق البحر عند حوض بناء السفن في جدانسك أيضًا، حيث تحول اتحاد عمال الموانئ المحبطين إلى حركة أدت في نهاية المطاف إلى إسقاط النظام الشيوعي المهيمن في أوروبا الشرقية آنذاك. الانطلاق في رحلة إلى جدانسك، سواء كان ذلك بسبب عظمتها في الصيف أم تراثها الأخاذ، يمثل دائمًا بداية رائعة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع أو حتى إجازة تمتد أسبوعًا.

سافر إلى جدانسك في بولندا لزيارة

احتفلت مدينة جدانسك بعيد ميلادها الألف عام 1997، وكانت فيما مضى بمثابة ميناء إستراتيجي ومعقل لسلالة بياست البولندية، وفرسان تيوتون، والرابطة الهانزية. احتدم النزاع على سيادة هذه المدينة مرارًا وتكرارًا على مدار عدة قرون، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية. وفي الوقت الذي ولت فيه الحرب أدبارها، حل الدمار والخراب بحوالي 90% من مركز تلك المدينة. لكن بعد مرور عدة عقود من الزمن من العمل الدؤوب والمتفاني على إعادة إعمار مدينة جدانسك، إذا بها تتألق ويسطع نجمها أكثر من أي وقت مضى. تزخر شوارع "جلوون مياستو" (أو المدينة الرئيسية) و"ستاري مياستو" (أو المدينة القديمة) بالثروات التاريخية والثقافية ويتعانق فيها سحر العالمين القديم والحديث وتطغى عليها الروح المفعمة بالحيوية. لكن هل ذكرنا أن تلك المدينة تتألف في الأساس من ثلاث مدن!!! ومن اجتماع هذه المدن الثلاث، جدانسك، وسوبوت، المنتجع البحري الأول في بولندا، وجدينيا، تشكلت عاصمة كبيرة حملت اسم ترويمياستو (تريسيتي).

عند زيارة جدانسك: أشياء ينبغي أن تفعلها وتراها على الفور

جدانسك مدينة نابضة بالحياة تعج بالحركة كما لو كانت كتاب تاريخ مصورًا تمتلئ صفحاته بالأشكال التي تراها رأي العين شاخصة أمامك، تثلج صدور محبي الفنون والعمارة على حد سواء. أول ما تبدأ به أن تصقل معرفتك بالحرب العالمية الثانية من خلال زيارة متحف الحرب العالمية الثانية لكن لن تقف المسألة عند هذا الحد فما هي إلا بداية لفصول أكثر إثارة وتشويقًا. صار هذا المتحف، الذي تشغل مساحته ما يزيد عن 5000 متر مربع، واحدًا من أكثر المتاحف التي يقصدها الزوار في المدينة منذ لحظة افتتاحه عام 2017، ولذلك لا تفوت فرصة زيارته واحجز تذكرة الدخول مقدمًا. ثم انتقل إلى درس أقل تشابكًا وصخبًا في تاريخ الفن داخل المتحف الوطني. يمكنك قضاء فترة الظهيرة وما بعدها وسط كم هائل من روائع الأعمال الفنية لعدد من الفنانين البولنديين والأجانب، بما في ذلك بعض الأعمال الفنية الرائعة لكل من "بيتر برويغل الأصغر" و"فان دايك".
ومن حق متحف العنبر والمتحف البحري والمتحف التاريخي عليك ألا تمر على كل منها مرور الكرام بل تنتظر منك وقفة تأمل وأنت في طريقك لسبر أغوار التراث الثقافي لمدينة جدانسك. أما عشاق التاريخ، فالأمر مختلف بالنسبة لهم تمامًا، لأن زيارة حوض بناء السفن ومركز التضامن الأوروبي المزدان بالمعادن هي حقًا فرصة لا تفوت. كان حوض لينين لبناء السفن السابق بمثابة الرحم الذي خرج منه سوليدارنوش (التضامن) إلى النور، وهو اتحاد عمالي بولندي ظهر على إثر إضراب 17000 عامل، بقيادة كهربائي كان يعمل في أحواض بناء السفن يدعى "ليخ فاونسا". وسرعان ما تحول ذلك الكيان الذي كان أول اتحاد عمالي لا ينتسب إلى الشيوعية في الرقعة التي يسيطر عليها الاتحاد السوفيتي إلى عاصفة هوجاء من المقاومة المدنية التي اجتاحت أوروبا الشرقية وأدت إلى انهيار الشيوعية بأسرها.

مغامرة طهي مثيرة مع الحساء

تجود الوصفات التقليدية للمطبخ البولندي بكميات وفيرة من الزبد والقشدة والبيض والتوابل، لتخرج منها لنا وصفات تدب بها الحياة في أوصال الروح والجسم معًا. اللحوم (وأغلبها من لحم الخنزير) ولحم البقر والدجاج، من المكونات التي يهيم الناس بها عشقًا هناك، بعد إضافة الكثير من البردقوش والشبت والبقدونس والفلفل. الملفوف المخمر والشمندر الخيار والقشدة الحامضة والكرنب الساقي والفطر كلها تأسر قلوب البولنديين ومطابخهم أيضًا. يتجسد هذا العشق في شكل أطباق مثل "زوبا أوجوركوفا" (أو حساء الخيار) و"زوبا كجوبوفا" (أو حساء الفطر) أو برش الشمندر الأحمر (الحساء الحامض).
يقدم مطعم "جوزيف كيه" الواقع في شارع "بيفنا" مجموعة مختارة من أروع الأطباق البولندية مع مجموعة لا تضاهى من الأصناف الجانبية. جرب جوومبكي، ملفوف محشو بالأرز واللحم، ومتع عينيك بديكور المطعم ذي الطراز العتيق والعجيب في نفس الوقت. يبدو الديكور الخارجي لمطعم "ريستوارتسيا جداينسكا"، الذي يتألف من حجرات فخمة يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، أخاذًا هو الآخر، ولن تخيب معه آمال عاشقي الطعام أيضًا. مزايا إضافية: سبق أن تناول "ليخ فاونسا" طعامه هناك. أقيم مطعم "بود وسوشيم" عام 1598، ويتمتع بتصميم يليق بمقام الملوك في أي يوم.

إلى مدمني التسوق وعشاق المشروبات المنعشة، إليكم هذا البيان!

لم يكن اقتناص الهدايا التذكارية أسهل في أي وقت مضى أو أكثر إمتاعًا من الناحية الجمالية مما هو عليه في شارع "مارياتسكا" في جدانسك. أحد أكثر الشوارع جاذبية في بولندا وأوروبا بأسرها، بحيث يصعب على النفس تفويت أي لحظة فيه من دون التقاط صورة أو تسجيل، مرصوفًا بمتاجر أنيقة ومحلات صغيرة للمجوهرات الكهرمانية والمقاهي المريحة وشرفات يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الحرب. تعج أنحاء جدانسك بمراكز التسوق، إلا أن "جاليريا باوتيتسكا" أكثرها إثارة للدهشة والإعجاب، ويقع في حي "فجيشتش" بالمدينة. يضم مجمع التسوق هذا أكثر من 200 متجر تشغل ثلاثة طوابق، بما في ذلك جميع العلامات التجارية لشركات الأزياء ومستحضرات التجميل المألوفة لديك. هل تحتاج إلى جولة تسوق سريعة في المدينة القديمة أو في المدينة الرئيسية في جدانسك؟ توجه إلى ماديسون، القابع في شارع رايسكا، فهو مركز تسوق ضخم وله موقع مناسب لأي من زوار المنطقة أو المقيمين فيها.
هل كنت تحسب أن جدانسك مفعمة بالحياة خلال ساعات النهار فقط؟ إذن انتظر حتى تغيب الشمس عن الأنظار وشاهد كيف تتحول هذه المدينة إلى شعلة متوهجة. شق طريقك إلى شارع "دوجي تارك" واحتس كوكتيلاً منعشًا في الحديقة الصيفية التي يكسوها الهدوء في مطعم "جاكس بار آند ريستورانت فهرنهايت". يتحول هذا البار في الليل إلى ملهى صاخب يضج بأحدث إيقاعات الدي جي.

قابل الفقمة، واقتف أثر الكثبان الرملية، وانطلق إلى هيل

بمجرد وصولك إلى جدانسك، فإن استكشاف شقيقتيها الأخريين داخل تريسيتي (ترويمياستو) أمر لا يحتاج إلى تفكير. استقل قطارًا من قطارات الضواحي (SKM) وادخل مدينة سوبوت، عاصمة بولندا الصيفية المتأنقة. ألق كل مشاعر القلق على أعتاب المدينة وتمتع بالتنزه على أطول رصيف خشبي في أوروبا حتى تغيب الشمس أو استلق على رمال الشواطئ التي تعانقها أشعة الشمس أو انضم إلى إحدى الحفلات الصاخبة. جدينيا، واحدة من أكثر مدن بولندا حداثة، كانت ذات يوم قرية صغيرة قائمة على اصطياد الأسماك، ثم تألق نجمها بعد الحرب العالمية الأولى بصفتها ميناءً بحريًا إستراتيجيًا. وبناءً عليه، أصبحت المدينة، بل ظلت، متحفًا مفتوحًا في الهواء الطلق للزوار من محبي فن الآرت ديكو والعمارة الحديثة، علاوة على أنها تزخر بالشواطئ الفاتنة والمطاعم الفاخرة والمقاهي المريحة.
بوميرانيا، الواقعة شمال بولندا، منطقة تأسر النفوس تستحق أن تفد إليها بعد زيارتك لتريسيتي. اشتر تذاكر الوصول إلى "هيل" ودع قدميك تلامسان قطعة من الجنة في مدينة المنتجعات الشهيرة والمثيرة ضمن شبه جزيرة هيل. تأخذ شبه الجزيرة شكل شريط يمتد بطول 35 كيلومترًا من الرمال الناعمة، وأشجار الصنوبر الضخمة، ويصفعها هواء المحيط النقي ليجعلها بمثابة أرض الميعاد لهواة ركوب الأمواج. هل تصطحب أطفالك في رحلتك؟ إذن، لا تفوت عليهم فرصة زيارة المحمية الوطنية لحيوان الفقمة. ولا تكتمل اللذة وتتم أي رحلة داخل منطقة بوميرانيا من دون زيارة الكثبان الرملية المتحركة في متنزه سووفينيسكي الوطني. بفضل احتضان بوميرانيا لمنخفضي "ويبا سبيت" و"جاردينيسكو ويبسكا"، تشكلت بحيرات ساحلية خلابة، بما في ذلك ثالث أكبر بحيرة في بولندا، بحيرة ويبسكا.

مطار جدانسك

يسخِّر خط سكة حديد "بومورسكا كولي متروبوليتالنا" (PKM) طاقته لخدمة مطار جدانسك ليخ فاونسا، وهو خط سكك حديد الضواحي نفسه الذي يشق طريقه وسط منطقة تريسيتي، وتديره منظومة النقل بالسكك الحديدية (SKM). استقل القطار عند محطة "جدانسك بورت لوتنيتشي"، خارج صالة المطار مباشرة، للوصول بسهولة إلى "فجيشتش"، أو "جوفني" في جدانسك، محطة السكك الحديدية المركزية في المدينة. أو يمكنك أن تستقل الحافلة رقم 110 التي ستأخذك إلى محطة قطارات "فجيشتش"، أو الخطين رقم 210 وN3 إذا كنت ترغب في الذهاب إلى محطة قطارات "جوفني" في جدانسك. يمكنك أيضًا أن تستأجر سيارة أو تستقل سيارة أجرة.

الطقس في جدانسك

يتنوع المناخ في جدانسك، تمامًا كالمدينة نفسها، فهو مناخ محيطي ولكنه قاريّ أيضًا، مع قلة هطول الأمطار على مدار العام. ويتميز الشتاء بأنه أخف وطأة وألطف جوًا هنا من أي مكان آخر في أنحاء البلاد، ففي الأيام الملبدة بالغيوم، تتساقط الثلوج أحيانًا وتتراوح درجات الحرارة بين 1 و5 درجات مئوية. أما أيام الصيف فتكون أكثر إمتاعًا عند قضائها على الشاطئ، فمتوسط درجات الحرارة 20 درجة مئوية وقلما تصل درجة الحرارة إلى أقصى معدلاتها.