رحلات طيران رخيصة إلى مصر من GBP36*

بلد غارق في التاريخ محفوف بالغموض، مصر التي تأسر اللب ولا يدانيها في ذلك بلد آخر. أهرامات الجيزة، تلك الأعجوبة الوحيدة التي صارعت للبقاء حتى يومنا هذا من بين عجائب الدنيا السبع القديمة. أما الأقصر، فذلك الاسم الذي يقبع على أرضه أضخم متحف مفتوح يحوي في طياته معابد ومقابر ونفائس أخرى عمرها من عمر التاريخ. بازارات أجواؤها الصخب، ومساجد تليدة شامخة تحمل عبق العصور الوسطى وتبعث في النفس الشعور بالسكينة والاطمئنان، وأديرة مسيحية نائية تتوارى عن الأنظار. تناقض صارخ يجمع بين واحات خصبة وصحراء مترامية الأطراف لا آخر لها. غروب الشمس المتوهج الذي يداعب صفحة مياه نهر النيل المهيب. مملكة مزدانة بالألوان الزاهية تقبع تحت مياه البحر الأحمر. مصر بلا شك تشبه أشياء يراها الحالم بين يقظته ومنامه. فهل أنت جاهز لزيارة عالم الأحلام هذا؟

سافر إلى مصر لكي:

• تشاهد بعينيك مدى ضخامة أهرامات مصر القابعة وسط الصحراء والتي يتضاءل أمام عظمتها كل كبير. ولتحظى بفرصة العمر لزيارة أهرامات الجيزة، تلك الأعجوبة الخالدة، الواقعة على أعتاب القاهرة، عاصمة مصر، وترى مدى روعة مقابر سقارة جهة الجنوب.
• تنطلق في زيارة إلى الأقصر، على الضفة الشرقية لنهر النيل، وترى بعينيك أضخم تجمع للآثار الفرعونية في مصر في مكان واحد (تابع القراءة مستعدًا لتغمرك الدهشة).
• تنعم بقسط من الهدوء والسكينة في واحة سيوة المتوارية وسط الصحراء الغربية مترامية الأطراف، تلك الواحة التي يمر الزمن فيها بخطى متثاقلة، وتمتع ناظريك وتستمتع بصحبة أشجار الزيتون والنخيل والمياه النقية هنالك. نقطة انطلاق رائعة لمغامرة وسط الصحراء!
• تنغمر في الأجواء المتوسطية التي تعرف بها مدينة الإسكندرية ولتطالع بعينيك الحداثة الممتزجة بعبق التاريخ متجسدة في مكتبة الإسكندرية، مكتبة المدينة القديمة الرائعة.
• تستمتع برحلة مائية فوق صفحة مياه نهر النيل وسط العجائب الأثرية ولتطالع باندهاش ذلك الانتقال العجيب من وادي النيل المزدان بالخضرة إلى الصحراء القاحلة على جانبيه.
• تنعم برحلة ماتعة على ظهر مركب في بحيرة ناصر، واحدة من كبرى البحيرات الصناعية في العالم بأسره، الواقعة جنوب أسوان، ولتكتشف بنفسك روعة المعابد المهيبة التي تحتضنها المنطقة هناك.
• تفقد إحساسك بالزمن وأنت تتسوق وسط الكم الهائل من البائعين والمشترين في السوق ما بين بيع المنتجات الطازجة والتوابل التي تزكم الأنوف من شدة رائحتها وتشكيلة ضخمة من الملابس والأدوات المنزلية، ثم لتشحن طاقتك بالتهام الشاورما اللذيذة أو الفلافل الشهية أو غير ذلك من الأطعمة التي تعج بها الشوارع هناك.
• لتصعد على قدميك من دير سانت كاترين حتى قمة جبل الطور، ذلك الجبل الذي على ترابه تلقى نبي الله موسى عليه السلام الوصايا العشر كما يذكر الإنجيل، أو تتجه لزيارة الأديرة القبطية المحيطة بمدينة سوهاج.
• تنطلق إلى شرم الشيخ وتمكث فيها بعض الوقت وتستمتع برحلات الغوص أو الغطس في مياه البحر الأحمر لتشهد بنفسك على جمال الشعاب المرجانية بجميع أشكالها وأحجامها.

أعرق وجهة سياحية عرفها التاريخ منذ القدم

يُعرف وادي النيل بأنه واحد من أعرق مهاد الحضارة القديمة لما يتمتع به من تاريخ يعود إلى 8000 عام. ازدهرت حضارة الفراعنة لثلاثة آلاف عام خلال الحقبة من 3100 قبل الميلاد إلى 30 ميلادية تقريبًا، حين سقطت أخيرًا في أيدي الإمبراطور المرتقب أغسطس وصارت ولاية تابعة للحكم الروماني. غمرت "هبة النيل" العالم بعطائها الذي لا ينضب، بدءًا من المقابر والمعابد والتماثيل والمنحوتات الفرعونية المذهلة وانتهاءً بعدد من الاكتشافات، مثل ري الأرض وصناعة الورق والحبر ومعجون الأسنان وكحل العين، بل حتى مكيف الهواء! وكان لآثارها العتيقة وثرواتها الخلابة عظيم الأثر في إلهام الرحالة والمؤرخين والكتّاب على مر العصور والأيام منذ عصر قدماء الإغريق والرومان؛ ما أكسب مصر لقب أعرق وجهة سياحية على ظهر هذا الكوكب. وقد ضمن لها ما تحويه من كنوز باقية ببقاء الزمان ألا تفقد هذه الأرض شعبيتها عما قريب.

معابد وأهرامات مصر الأثرية

لا تزال جاذبية مصر تتمثل في تراثها الفرعوني الذي اتخذ وادي النيل مرتعًا خصبًا له. وتتربع أهرامات الجيزة وتمثال أبي الهول على رأس أغلب قوائم الأماكن التي يرغب أن يشد السائحون الرحال إليها، وهي الرموز الأثرية القابعة خارج حدود مدينة القاهرة والمشيدة منذ ما يقرب من 4500 عام مضت. اسرق من الزمن ما يكفيك لاكتشاف تلك العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب العالم القديم وأظهر إعجابك البالغ ودهشتك لمهابة ما شاده الفراعنة الأقدمون وما يجول في خاطرك من أسئلة عن مهمة التشييد الضخمة تلك وكيف تسنى لهم نقل الكتل الحجرية الهائلة إلى أماكنها، ذاك السؤال الذي ما زال يثير حوله أشد أنواع الجدل والنقاش حتى يومنا هذا. ولا ينبغي لك أن تنسى زيارة المتحف المصري، مستَقر ما يزيد عن 120000 قطعة أثرية بدءًا من كنوز الملك اليافع توت عنخ آمون المذهلة إلى تماثيل تعانق السماء لضخامتها. ثم ارتحل إلى الأقصر، مكان طيبة القديمة، الواقعة إلى الجنوب على ضفاف نهر النيل، والتي ما شُيدت إلا لتخطف العقول وتذهب بالأبصار لما تزخر به من مقابر ومعابد أكثر من أي مكان سواها في مصر. تتضمن تلك المعالم الأثرية البارزة مجمع معابد الكرنك الهائل، ومعبد الأقصر الخلاب (من الأفضل زيارته ليلاً للاستمتاع بروعة الإضاءة الليلية) ووادي الملوك الذي يعانق النهر ويضم أكثر من 60 مقبرة ملكية ومنها مقبرة الملك توت عنخ آمون. ارجع بالزمن أكثر إلى الوراء بين جنبات سقارة، المقبرة الضخمة لفراعين المملكة القديمة في ممفيس العتيقة وأضخم موقع أثري في البلاد على الإطلاق. وفيها ستجد أقدم هرم عرفته البشرية، هزم زوسر المدرج، الذي شيده الفراعنة في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد. لا تفوت على نفسك فرصة إمتاع ناظريك برؤية مصطبة تي، ويطلق عليها أيضًا مقبرة النبيل تي، المحفوظة بعناية، وهي المقبرة التي تعج بالزخارف لمسؤول تَقلّد منصبًا مهمًا في سلك القضاء آنذاك. ويا للعجب، هل تكلمنا عن موقع هرم آخر في دهشور لا يقل عظمة عن أهرامات الجيزة، ولا تفصله عن منطقة سقارة سوى 10 كيلومترات فحسب؟

عجائب مائية

عُرف نهر النيل بأنه شريان الحياة في مصر منذ أن استقر الأولون على ضفافه وبنوا مساكنهم قبل آلاف السنين. هذا النهر الذي يتخذ من الجنوب إلى الشمال مسارًا تنساب فيه مياهه، نهر النيل العظيم الذي لا يزال يوفر أكثر من 90% من إمدادات المياه في البلاد، ولا يزال يعيش على ضفافه ودلتاه 95% من حجم سكان مصر الذي يناهز عددهم 100 مليون نسمة. يمثل الانطلاق في رحلة نهرية على صفحة مياه نهر النيل تجربة لعطلة مثالية يمكن للمرء قضاؤها في مصر، ويعد امتداد النهر بين الأقصر وأسوان الطريق الأكثر شعبية بفضل غزارته بالمعالم الأثرية والجمال الطبيعي الرائع. أمامك مجموعة من الخيارات لتنتقي من بينها، مثل ركوب القوارب الشراعية المفتوحة (الفلوكة) أو البقاء على ظهر مراكب الصندل الفاخرة (الدهبية) أو الإقامة في الفنادق العائمة الضخمة. أما إذا كنت تنشد تجربة نوع مختلف من المغامرات المائية، فلتتجه إلى سواحل مصر مباشرة. منطقة البحر الأحمر موطن لمساحات شاسعة من الرمال الذهبية والجبال الوعرة والمياه الزرقاء العميقة وبعض من أروع المناظر تحت الماء في العالم. أما شرم الشيخ فأفضل معسكر لقضاء إجازة في الغوص تحت الماء والغطس وتمضية الوقت بين الشعاب المرجانية والاستمتاع بألوانها المتنوعة التي تغري المرء لاستكشافها. ولاستنشاق أنفاس البحر المتوسط، شد الرحال إلى الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، ثاني أكبر مدن مصر بعد القاهرة وعاصمتها الثقافية. على الرغم من أنه لم يتبق من المدينة الأثرية التي بناها الإسكندر الأكبر إلا النذر اليسير، إلا أنها ستسلب لبك بثقافة مقاهيها التي تنبض بالحيوية والحركة وأسواقها المتشعبة والمتداخلة ومعمارها المزركش والمزخرف ومتاحفها الراقية، زد على ذلك شطآنها التي تمتد لأميالٍ مفروشة برمال ناعمة تداعب قدميك. تنتصب مكتبة الإسكندرية التي تتخذ شكلاً مستديرًا أبيض اللون بشموخ وفخر على الواجهة البحرية، وتتقلد بكفاءة منصب القائم على أعمال مكتبة المدينة العتيقة ذائعة الصيت، باستضافتها لمعارض رفيعة المستوى من الطراز العالمي وإيوائها لقاعة كبيرة للمطالعة تسع 2500 قارئ تحت سقفها منحدر الشكل.

مغامرات فوق الرمال

إليك حقيقة سريعة: تحتل الصحاري نسبة 96% من مساحة مصر تقريبًا، بداية من شبه جزيرة سيناء ذات الطبيعة الجبلية الوعرة ووصولاً إلى الصحراء الغربية الخالية من العمران والمترامية الأطراف والمتناثر على أرضها عدة واحات تبعث على الانتعاش. وأكثر هذه الواحات شهرة على الإطلاق واحة سيوة، بالقرب من الحدود الليبية، ملاذ الباحثين عن الرومانسية، مزدانة بالنخيل وزاخرة بعيون المياه الطبيعية الساخنة والباردة وبحيرات الملح والتكوينات الصخرية التي تشبه في غرابتها لوحات سلفادور دالي السريالية. وواحة سيوة بمثابة نقطة انطلاق رائعة لاستكشاف بحر الرمال الأعظم، الذي يغطي مساحة تزيد عن 72000 كيلومتر مربع ويحتوي على كثبان رملية يصل ارتفاعها إلى 100 متر. ويمكن بسهولة الوصول إلى "البحيرات البحرية" ذات التربة الخصبة، التي تبعد عن القاهرة بمسافة 365 كيلومتر، والتي تحيط بها التلال السوداء ذات الأصل البركاني. انطلق في رحلة سفاري على متن سيارة رباعية الدفع أو على ظهر الجمل إلى الصحراء البيضاء والصحراء السوداء واسترخ في عيون المياه الصافية التي تزخر بها ومتع ناظريك بألوان التضاريس الصحراوية التي يتغير لونها مع غروب الشمس في الأفق. وللحصول على تجربة من عالم آخر، احجز رحلة ليلية إلى الصحراء البيضاء تتزامن مع اكتمال البدر، لتشاهد بعينيك انعكاس ضوئه على التكوينات الصخرية الطباشيرية ليضفي عليها مظهرًا قطبيًا مثيرًا للدهشة.