رحلات طيران رخيصة إلى كلوج نابوكا من EUR14*

تعج كلوج نابوكا، ثاني أكبر مدن رومانيا والعاصمة غير الرسمية لإقليم ترانسيلفانيا، بمظاهر الثقافة والحياة. تجتذب هذه المدينة متعددة الثقافات الطلاب والفنانين من شتى أصقاع الأرض كأنها المغناطيس، مترعة بكل ما يلبي جميع الأذواق، بدءًا من وسطها التاريخي المحفوظ جيدًا ومتاحفها الجميلة وصالات العرض المزدهرة والتي يزداد عددها بسرعة مذهلة، إلى المقاهي البوهيمية والأطباق المحلية اللذيذة وواحد من أكثر مشاهد الحياة الليلية حيوية في البلاد. تحيط التلال والغابات والأراضي العشبية الخلابة بمدينة كلوج من كل جانب، ما يجعل هواءها النقي ونسماتها العذبة مصدرًا للفخر على مستوى أوروبا. كما أن موقع المدينة في شمال ترانسيلفانيا يجعلها أيضًا قاعدة مثالية لاستكشاف جبال أبوسيني القريبة، والمعروفة بقممها ذات الإطلالة المثيرة وهضابها الكارستية وقراها ذات الغرابة الساحرة. سافر إلى كلوج، التي تبدو للوهلة الأولى معزولة وبعيدة عن الزحام، في حين أنها ذات شخصية نابضة بالحياة، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للراحة والاستجمام إن لم ترغب في زيارة بوخارست.

 

سافر إلى كلوج نابوكا في رومانيا لزيارة

وسط مدينة كلوج نابوكا الصغير والمخصص للمشاة في معظمه غني بالمسرات المعمارية من عصور القوط والنهضة والباروك. ميدان الاتحاد الجميل (بياوا أونيري) بقعة انطلاق مثالية للشروع في نزهة لطيفة، فهو نقطة الجذب الرئيسية في المدينة، وينتصب في مركزه تمثال لحصان يعتلي صهوته ماتياس كورفينوس، الملك المجري الطموح الذي حكم خلال القرن الخامس عشر، والذي وُلد على بعد شارعين فقط من ذلك المكان. أثناء وجودك هناك، استغل الفرصة لإلقاء نظرة داخل كاتدرائية سانت مايكل الأثرية، ثاني أكبر كنيسة قوطية في رومانيا. تشمل المعالم السياحية الأخرى القريبة الكنيسة الفرنسيسكانية في ساحة المتحف الساحرة (بيازا موزيولوي)، ومنزل ماتياس كورفينوس، أحد أقدم المباني وأجملها في المدينة، بالإضافة إلى قصر بانفي الذي يضم بين جدرانه اليوم متحف الفن الوطني. خصّص ما لا يقل عن نصف يوم لتتمشى بين الشوارع الضيقة للبلدة القديمة، وتتذوق كلوج في العديد من المقاهي والبارات والمطاعم المتوارية بين مبانيها التي يعود تاريخها إلى قرون. تأكد أيضًا من الصعود إلى هضبة تشيتاتسويا لتمتّع ناظريك بإطلالة رائعة على المدينة.

 

المتاحف والمهرجانات

في كلوج، سيجد هواة الثقافة أنفسهم على موعد مع المتعة بالتأكيد. في متحف الفن الوطني، ستعتريك مشاعر الدهشة أمام لوحات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر المعروضة في أجواء تفوح بعبق الفخامة، ومن هناك، يمكنك التوجه إلى "فابريكا دي بينسولي"، وهو مصنع سابق لفُرش الرسم، يزخر اليوم بالأعمال الفنية التي انتهى تصميمها للتو وأخرى قيد الإنجاز، لتروي عطشك للفن المعاصر. يقدم متحف ترانسيلفانيا للإثنوغرافيا لمحة مثيرة للاهتمام عن حياة الفلاحين الرومانيين، بينما يمنحك متحف الصيدلة (مغلق مؤقتًا لإجراء تجديدات) جرعة مذهلة من الغرابة، بدايةً من وصفات شراب الحب السحري في العصور الوسطى إلى المكونات الكيميائية الغريبة مثل غبار المومياءات وعيون سرطان البحر.
لا تبخل المدينة أيضًا باستضافة أرقى المهرجانات التي ترضي شغف الجميع. يُقام مهرجان ترانسيلفانيا السينمائي الدولي، أو "TIFF"، في عشرات المواقع المترامية في جميع أنحاء المدينة، وقد نما ليصبح أبرز مهرجان سينمائي في رومانيا وخارجها، حيث يجتذب 100 ألف شخص كل ربيع. يجمع مهرجان ترانسيلفانيا للجاز بعضًا من أفضل مواهب الجاز الأوروبية، في حين ذاعت شهرة مهرجان "أنتولد" بسرعة فائقة ليصبح أهم مهرجان للموسيقى الإلكترونية في البلاد منذ إطلاقه في عام 2015. أما إلكتريك كاسل فقد أصبح أحد المهرجانات الدولية المفضلة لدى عشاق الموسيقى، إذ يبقي حماسهم مشتعلاً بمجموعة انتقائية من الحفلات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، نابضة بطيف متنوع الموسيقى، من الهاوس إلى الميتال، في فسحة من الأراضي المزدانة بالمناظر الخلابة لقلعة بانفي التي تعود للقرن السادس عشر، على مرمى حجر من كلوج.

 

أشهى المأكولات متعددة الثقافات

الطعام في كلوج نابوكا مزيجٌ متعدد الثقافات يستمد الإلهام من المطبخ الروماني والهنغاري والألماني والتركي. فارزا ألا كلوج، وهو طبق المدينة المميز، مزيج شهي من الملفوف واللحم المفروم (قد يكون من لحم الخنزير أحيانًا) والأرز والقشدة الحامضة. لعله ليس ثمّة مكان أفضل لتجربته من مطعم "فارزارييه" المتواضع، القابع في وسط المركز التاريخي. تشمل الأطباق المميزة الأخرى التي ينبغي لك تجربتها جميع أنواع الحساء الحامض المعروف باسم "تشوربا"، ولفائف الملفوف المخلل المحشو باللحم المفروم والأرز (سارمالي)، والجولاش الدسم وسلطة الباذنجان المحفِّزة للشهية.
ستجد في مطعم "رواتا" ملاذًا شعبيًا للطهي اللذيذ المحضر بالطريقة المنزلية - تأكد من ترك بعض الخواء في بطنك لتذوق طبقهم الشهير، "الباباناسي"، وهو حلوى رومانية مقلية من المعجنات محشوة بالجبن والمربى الحامضة والفاكهة. يعد مطعما "ريستاورانت فالاكيا" و"زاما" أيضًا خيارين رائعين لتجربة الأطعمة المحلية، بينما يتخصص "سامسارا فود هاوس" في الأطعمة الملائمة لأي نوع من أنواع النظام الغذائي النباتي في أجواء تستحق تخليدها بصور لحسابك على إنستغرام. إذا كنت في مزاج للبذخ قليلاً، فاحجز طاولة في مطعم "فيا"، أحد أرقى المطاعم في المدينة، والذي يتوارى بعيدًا بين جدران قصر من القرن الثامن عشر. صنعت كلوج اسمًا لنفسها أيضًا بفضل المشهد المزدهر للمقاهي المتميزة فيها، حيث تأتيك القهوة بكل شكل يمكن تخيله. تكثر المعالم البارزة لهذا المشهد في جميع أنحاء المدينة، بدءًا من محامص "ناركوفي روسترز آند روتس" الحديثة ووصولاً إلى مقهى "دومانا تي" العائلي ومقهى "ريدي كافيه" الذي يكتسي مسحة من العالم القديم، ضمن مبنى باروكي أنيق في ساحة الوحدة.

 

الحياة الليلية وجمهورها الطلابي

يضمن الكم الغفير من الطلاب والفنانين في المدينة أن تكون خيارات الحياة الليلية وفيرة ومتنوعة، من الخيارات الرؤوفة بالميزانية إلى الحانات المفاهيمية وأماكن اللقاءات الفنية. من المحتمل أن تكون أفضل تجربة لأجواء الطلاب العصرية موجودة في شارع بيزيسا، المليء بالبارات الصاخبة مثل "بوها" مجتذب الحشود أو "استوديو 26" الدافئ أو "كويوتي" ذي الأجواء الرائعة. تشمل الوجهات الأخرى المفضلة محليًا "شتو كوليدج بار"، الذي يتميز بالعروض المسرحية المنتظمة والليالي ذات الطابع الخاص، ومقهى "إنسومنيا" البوهيمي، المحتجب عن الأنظار في ساحة فناء مظللة، بالإضافة إلى "ذا لندنر"، الذي يوفر أجواء استراحة كلاسيكية وسهرات مسابقات.
للتمتع باحتساء مشروب على الشرفة في الأشهُر الأكثر دفئًا، ستجد في وسط ساحة الوحدة وساحة المتحف غايتك المنشودة. أما إن كنت من عشاق الأفلام، فإن زيارتك لمركز "كاسا تيف" الثقافي ستكون ضرورة حتمية أيضًا، لا سيما خلال مهرجان ترانسيلفانيا السينمائي الدولي، حيث يقدم أطباقًا وكوكتيلات رائعة مستوحاة من الأفلام وفعاليات منتظمة خلال المهرجان.

 

الكنوز الطبيعية والتقاليد الشعبية العريقة

تتمتع كلوج نابوكا نفسها بكل السحر الذي تحتاج إليه لقضاء عطلة قصيرة في المدينة، ولكن إن كنت تخطط للإقامة فترة أطول، فيمكن أن تكون أيضًا نقطة انطلاق جيدة للشروع باستكشاف المنطقة المحيطة، الغنية على صعيدي الجمال الطبيعي والتراث الشعبي. تمتد منطقة "كالاتا" (كالوتاسيغ باللغة الهنغارية) بين كلوج وهويدين إلى الغرب، وتوفر بعضًا من أجمل المناظر الطبيعية التي لم تمسّها يد البشر في البلاد، حيث تترامى فيها القرى ذات الأجواء الرائعة والزاخرة بالتقاليد الشعبية المجرية التي تبلغ من العمر قرونًا. يجذب منجم ملح توردا، على بعد 30 كيلومترًا فقط جنوب المدينة، الزوار إلى متنزه ذي أجواء سريالية خيالية تحت الأرض، يكتمل سحره ببحيرة جوفية ودولاب ملاهٍ، بل حتى ملعب غولف صغير، بينما يوفر مضيق توردا الجبلي القريب مكانًا رائعًا لرحلات المسير. سلسلة جبال أبوسيني الواقعة إلى الجنوب الغربي ليست حلمًا لعشاق التصوير فحسب، وإنما هي أيضًا جنة حقيقية للمتنزهين، تتميز بسفوح حجرية شديدة الانحدار ووديان عميقة وتلال تمتد في تموجات لطيفة وتزدان بغطاء نباتي متنوع بالإضافة إلى الكثير من الكهوف.

 

مطار كلوج نابوكا

يعد مطار كلوج نابوكا الدولي (أو مطار أفرام إيانكو) ثاني أشد المطارات ازدحامًا في رومانيا، ويقع على بعد 9 كيلومترات فقط شرق وسط المدينة. يحتضن المطار المكون من محطتين العديد من مرافق التسوق، بما في ذلك متاجر السوق الحرة، والفنون والحرف اليدوية، والمنتجات الدينية، ومحلات بيع تذكارات ترانسيلفانيا. تناول وجبة خفيفة أو مشروبًا في أحد بارات المقاهي العديدة، أو استمتع بوجبة على طاولة بانتظار موعد رحلتك. ستأخذك خطوط الحافلات العامة (رقم 5 أو 8) إلى وسط كلوج في حوالي 30 دقيقة، كما تتوفر أيضًا خدمات تأجير السيارات وسيارات الأجرة.

 

الطقس في كلوج نابوكا

تتمتع كلوج نابوكا بمناخ قاري، مع صيف دافئ وشتاء بارد. من المحتمل أن تكون أشهر مايو حتى أكتوبر أفضل وقت للزيارة، حيث غالبًا ما تتراوح درجات الحرارة في الصيف ضمن الثلاثينيات. أما في فصل الشتاء، فيمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر (ولكن نادرًا ما تقل عن -10 درجات مئوية)، وسقوط الثلوج ليس نادرًا.