رحلات طيران رخيصة إلى النمسا من RON72*

إنها النمسا، تلك الدولة التي أهدت العالم عظماء من أمثال موزارت وهايدن وشوبرت، وما زال سحرها يسلب الألباب حتى يومنا هذا. هي القصور المهيبة والأديرة الباروكية والعمارة المذهلة والفتنة الريفية. هي قمم جبال الألب الشامخة والبحيرات الجبلية المتألقة كالألماس والأنهار التي تلهم مناظرها قوافي الشعراء. هي فيينا، المدينة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم. هي صوت الموسيقى. هي قبلة الفن على مر التاريخ. أضف إلى كل ما سبق الكعك الذي تنتشي له الأحاسيس في مقاهي العالم القديم، وشرائح شنيتزل الصغيرة. هي بلدٌ يزخر سوق عيد الميلاد فيه بمشاهد وروائح ذات روعة منقطعة النظير. النمسا بحقٍ كل ما سمعته عنها، بل وأكثر من ذلك بكثير.

سافر إلى النمسا لكي:

• تجرّب الأناقة الإمبراطورية في أبهى صورها في مدن فيينا وسالزبورغ وإنسبروك، بداية من الهندسة المعمارية ومرورًا بالموسيقى والفنون الجميلة، وانتهاءً بالمطبخ.
• تتنقل من متحف إلى متحف في عاصمة النمسا، والتي تستعرض بكل فخر بعضًا من أعظم المجموعات الفنية في العالم بأسره، بما في ذلك معظم أعمال غوستاف كليمت.
• تستمتع بحميمية كوبٍ من القهوة في أحد مقاهي فيينا التقليدية وتتلذذ بشريحة ملؤها الترف من تارت زاخا، كعكة الشوكولاتة التي تشتهر بها المدينة.
• تغذي ناظريك برؤية قصر شونبرون، مصيف آل هابسبورغ الذي بلغ من الفخامة حد البذخ. تذكر ترك متسع من الوقت في هذا اليوم للتجول في أرجاء الحدائق الغنّاء وزيارة أقدم حديقة حيوانات في العالم.
• تتأمل رهبة نهر الدانوب المتعرج في وادي فاخاو المُدرج على قائمة التراث العالمي، والذي تصطف على ضفافه مزارع الكروم شديدة الانحدار والقلاع التي مضى على وجودها قرون من الزمن والأديرة البيندكتية الرائعة.
• تكتشف سالزبورغ، مسقط رأس موزارت وموقع تصوير فيلم "صوت الموسيقى" (The Sound of Music)، حيث تعزف العمارة الباروكية المدهشة وقمم جبال الألب الشاهقة السيمفونية المثالية.
• تتنزه بين جنبات المناظر الطبيعية المتنوعة في جبال الألب، مارًا بالأنهار الجليدية والقمم الصخرية والوديان الخصبة ومروج الأزهار البرية والشلالات والبحيرات الهادئة.
• تتحدى ثلوج المنحدرات في سانت أنتون أو كيتسبوهل أو سالباخ أو على سطح نهر هنترتاكس الجليدي (القائمة لا تنتهي)، ثم تنضم إلى حفلة ما بعد التزلج لتعيد شحن حماسك.

رقصة الفالس في أحضان روعة الإمبراطورية وجبال الألب

حكم آل هابسبورغ، في أوج قوتهم، "إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس أبدًا" امتدت من أمريكا الجنوبية إلى آسيا. بصفتها واحدة من أثرى العائلات في أوروبا وأطولها مدة على سدة الحكم، لم يتردد آل هابسبورغ لوهلة في الإنفاق بسخاء على بناء القصور الفخمة وجمع الأعمال الفنية من كل حدب وصوب. ولذلك ستجد آثارًا للتراث الإمبراطوري النمساوي أينما حطت رحالك، متمثلة في العمارة الباروكية أو حفلات الرقص الشتوية المبهرة أو مهرجانات الموسيقى الكلاسيكية أو الكنوز المعروضة في أحد متاحف الدولة ذات المستوى العالمي. ولكن على الرغم من كل ذلك، ظلت الطبيعة صاحبة السيادة العليا على هذه الأرض. تغطي جبال الألب ما يقرب من ثلثي البلاد، مانحة إياها قممًا وعرة ووديانًا عميقة وأنهارًا جليدية ذات قدسية خالدة وشلالات وبحيرات من جميع الأشكال والأحجام. يمكنك التنزه سيرًا على الأقدام، أو تسلق الصخور، أو الانطلاق لسبر أغوار الجبال على متن دراجة، أو الذهاب لركوب قوارب الكاياك أو قوارب الشلالات على نهر تغذيه الأنهار الجليدية، أو حتى تجربة التجديف أو الطيران المظلي... الخيارات المتاحة لا حصر لها. إذا بدا لك كل هذا أكثر من قدرتك على التحمل، يمكنك الاكتفاء بالتوجه إلى بحيرات سالزكامرغوت أو كارينثيا المتلألئة لتستمتع بغطسة طويلة في مياهها وتستنشق عبق الجمال الذي يفوح من حولك.

الأحلام الخيالية والقصور التي بناها الحسد

لتحظى باستقبال على الطراز الملكي، ابدأ عطلتك الفيينية في هوفبورغ، المنزل المترف لعائلة هابسبورغ من الإمبراطور الأول إلى الأخير. اتبع خطى فرانز جوزيف الأول والإمبراطورة إليزابيث، والتي كانت تُعرف باسم سيسي، متنقلاً بين الحجرات الإمبراطورية المضاءة بالثُريات ومتّع ناظريك بمشاهدة مجوهرات التاج المتلألئة في خزائن شاتزكامر الملكية. ربما كان قصر شونبرون رد فيينا على قصر فرساي، بيد أنه جاء ردًا أشد إثارة للإعجاب. هناك، وبعد أن تنهي جولتك في الغرف المفتوحة للجمهور (40 من أصل 1441 بالإجمال)، خذ وقتك لاستكشاف الحدائق المتسمة بالأبهة والفخامة والتي تزدان بالنوافير والمنحوتات وغيرها من ملامح الجذب. كانت مدينة إنسبروك الواقعة في غرب النمسا إحدى الوجهات الملكية المفضلة في يومٍ من الأيام، وذلك لسبب وجيه، حيث تنتصب القمم الشاهقة حرفيًا من حدود هذه المدينة الباروكية، ما يضفي خلفية مذهلة على قصور إنسبروك الإمبراطورية المبهرة وكنيسة كورت القوطية فيها (تأكد من ولوج الكنيسة لرؤية الضريح المزخرف للإمبراطور ماكسيميليان). كانت حكم سالزبورغ فيما مضى بأيدي الأمراء الأساقفة، وهي تنضح أيضًا بروعة الطراز الباروكي في أجواء هي أشبه ما يكون بالقصص الخيالية، مع الجبال التي تلوح في الأفق. ثم هناك هالشتات، ألمع جواهر سالزكامرغوت التي تتمتع بإطلالات خلابة منقطعة النظير، وتقع على ضفاف بحيرة ظلت بكرًا تعكس صورة الجبال الباسقة التي تشغل المشهد حيثما التفتت عيناك.

ذخيرة ثقافية متنوعة

لأكثر من ستة قرون، ظلّت فيينا مكانًا مميزًا ارتاده الأباطرة والإمبراطورات، الذين رسخوا مكانة المدينة على الصعيد العالمي بوصفها مركزًا لشتى أشكال الفن والثقافة. ابدأ رحلتك بمتحف كونستهيستوريسشيس، حيث يمكنك إشباع شغفك الفني بمشاهدة روائع لعظماء من أمثال "آلبرخت دورِر" و"رفائيل" و"بيتر بروغل"، ظلت محفوظة بفضل جهود آل هابسبورغ. وإذا كنت من محبي فن الآرت نوفو، فلا تفوّت فرصة زيارة قصر بلفيدير الكبير، الذي يضم أضخم مجموعة من أعمال الرسام "غوستاف كليمت" في العالم، بما في ذلك لوحة "The Kiss". ثم ستصيبك الحيرة من وفرة الاختيارات في مجمع المتاحف "ميوزيمز كارتييه"، الذي كان فيما مضى إسطبلات إمبراطورية مبهرة تحولت اليوم إلى مركز للمتاحف تلتقي فيه العراقة بحداثة القرن الحادي والعشرين. اختر متحف ليوبولد لمشاهدة أعمال الفنان التعبيري "إيغون شيلي"، أو متحف موموك للفن الحديث الذي يستعرض أعمال فن البوب ومذهب التجديد، أو متحف "آركيتكتورتسينتروم فين" (AzW اختصارًا) للهندسة المعمارية. هل أنت جاهز لجرعة عارمة من الموسيقى؟ سارع إذًا إلى شراء تذكرة مساحة وقوف لحضور عرضٍ في دار الأوبرا الرائعة في فيينا أو ربما في قاعة "فينر موسيكفاراين"، موطن أوركسترا فيينا الفيلهارمونية. ينبغي لعشاق موزارت أيضًا التخطيط لزيارة سالزبورغ، مسقط رأس ملحن القرن الثامن عشر وموطنه لمدة 25 عامًا. وإن أردت أن تحظى بفرصة لحضور احتفالية ثقافية غامرة، فاضبط موعد إجازتك بحيث تتزامن مع مهرجان سالزبورغ الشهير عالميًا، والذي يُقام خلال شهري يوليو وأغسطس

مناظر خلابة ورحلات تنزه وتزلج

تمتلك النمسا من جمال الطبيعة وفرة ستكون موضع حسد لبلد يبلغ ضعف حجمها. تهيمن جبال الألب على أغلب المشهد الطبيعي، فهي موطن لمئات من القمم التي يزيد ارتفاعها عن 3000 متر وأنهار سريعة تدفق وبحيرات متلألئة. تتقاطع عبر تلك الجبال دروب لا حصر لها للتنزه سيرًا على الأقدام مع المسالك المارة بطريق فيراتا، ما يوفر فيضًا من الخيارات لجميع مستويات اللياقة البدنية والخبرة والشجاعة. إذا كنت لا تمانع في الحصول على القليل من المساعدة في صعود المنحدرات، فهناك أيضًا الكثير من المصاعد المتحركة وعربات التلفريك وحتى القطارات ذات العجلات المسننة. " هوهي تاورن" أضخم متنزه وطني في البلاد، مع مساحة تبلغ 1786 كيلومترًا مربعًا تمتد لتغطي مناطق تيرول وكارينثيا وسالزبورغر لاند. ليس ثمّة كلمات تُنصف هذا المكان حق الإنصاف، لذا إليك بعض الأرقام بدلاً من ذلك: هناك أكثر من 300 قمة يناهز ارتفاعها الـ 3000 متر (بما في ذلك غروسغلوكنر، أعلى جبل في النمسا بارتفاع 3798 مترًا) و342 نهرًا جليديًا و551 بحيرة و26 شلالاً هائل الحجم. في الشتاء، تذكر أن تستبدل أحذية المسير والمشي بالزلاجات، وتوجه إلى المنتجعات الشهيرة، ومنها "سانت أنتون" و"كيتسبوهل" و"سالباخ"، على الرغم من أنه لن تندم مهما كان اختيارك. إذا كانت التلال الخضراء أقرب إلى قلبك، فعليك باستكشاف ضفاف نهر الدانوب المتعرج غرب فيينا. كما يمكنك التنزه بالدراجة على طول وادي فاخاو المُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، واستمتع بزيارة دير "ميلك" الذي يكتسي طرازًا باروكيًا مهيبًا وبلدتي دورنشتاين وكريمس الساحرتين، أو اتبع المسارات بين جنبات متنزه ياورلينغ فاخاو الطبيعي.