رحلات طيران رخيصة إلى أثينا من EUR25*

يمكن وصف العاصمة العتيقة لليونان، والحضارة الغربية بأكملها، بكلمة واحدة: معقدة. هل هي مزدحمة؟ نعم، وبشدة. مفعمة بالضجيج؟ جدًا. جوها حارق الحرارة؟ في بعض الأحيان. هل ستظل متعلقًا بالبقاء فيها لا تريد المغادرة أبدًا رغم كل هذا؟ بالتأكيد. كبرى مدن اليونان تبالغ في تقديم الوعود ثم تفاجئك وتتفوق في الوفاء بها. هي مسقط رأس موسوعة كاملة تزخر بأسماء أشهر من نارٍ على علم، من أفلاطون وسقراط إلى تومي لي وأريانا هافينغتون، ناهيك عن كلمة الموسوعة "encyclopedia" نفسها في اللغة الإنجليزية الحديثة. مع ما يناهز الـ 3000 عام من التاريخ المسجل، يكاد يكون من المستحيل استيعاب مدى التأثير الثقافي والسياسي للمدينة على الإمبراطورية الرومانية والقارة الأوروبية، بل وتاريخ العالم أجمع. ومع ذلك، فإن أثينا بعيدة كل البعد عن كونها مدينة قديمة معفّرة بالأتربة تزينها بعض التماثيل من أزمنة غابرة، حيث تنبض أقدم عاصمة في أوروبا بالحيوية والنشاط بالإضافة إلى الإبداع اللامحدود الذي يجتاح شوارعها الصاخبة ومطاعمها التي تديرها العائلات واستراحاتها التي يتردد إليها الناس من كل حدب وصوب ومشهد التسوق المكتظ كالأدغال.

 

سافر إلى أثينا في اليونان من أجل:

أول ما ينبغي معرفته عن تاريخ أثينا المختصر أنه لا يوجد شيء اسمه "تاريخ أثينا المختصر". بدأت المدينة كمستوطنة في العصر الحجري الحديث مأهولة بالسكان منذ 7000 عامٍ قبل الميلاد. وبفضل إنشاء مينائها البحري، حققت أثينا القديمة صعودًا متسارعًا نحو الشهرة بصفتها مدينة تكتسي طابع دولة قوية، وبلغت حضارتها الذروة في عهد بيريكليس خلال القرن الخامس، حيث شهدت تلك الحقبة بناء العديد من أشهر المعابد في المدينة، بما في ذلك معبد بارثينون، وازدهار الفنون والمسرح والفلسفة. واليوم، تفتخر روح أثينا الجسورة بالماضي وتفتح ذراعيها لترحب بالمستقبل، ملتزمة على الدوام باتباع نهج "siga, siga" (ببطء، ببطء) في الحياة.

 

أكروبوليس أثينا وعجائب تاريخية أخرى

اجعل صخرة اليونان المقدسة، أكروبوليس أثينا، نقطة الانطلاق في رحلتك لاكتشاف العديد من عجائب العالم القديم. بادئ ذي بدء، كان هذا الصرح قلعة عسكرية خلال العصر الحجري الحديث، وأضحى لاحقًا مكانًا للعبادة مكرسًا للإلهة الوثنية "أثينا" في العصر الموكياني، ثم أُعيد ترميم الموقع وتجديده إلى شكله الحالي بأمر من "المواطن الأول" في أثينا الديمقراطية، بيريكليس. تضم القلعة القديمة ثلاثة معابد شهيرة، وهي البارثينون وإرخثيون ومعبد نايكي. أشهرها، بالطبع، هو معبد البارثينون، أضخم المعابد الدوريكيّة في اليونان، والمبني من رخام بينديلي تكريمًا للإلهة الوصية على المدينة. حقيقة ممتعة: تم تصميم أعمدة المعبد لخلق الوهم البصري بأن البناء مستقيم الخطوط تمامًا، حين أنه في الواقع يخلو من خط مستقيم واحد.
يضم المتحف الوطني للآثار بين جنباته المجموعة الأولى في العالم من الآثار اليونانية، بما في ذلك حوالي 11000 قطعة أثرية من بداية عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة المتأخرة. تتمثل الجوهرة الحقيقية لهذا المعرض الدائم في قناع أجاممنون، الذي وصفته مؤرخة العلوم المعاصرة كاثي جير بأنه "موناليزا عصور ما قبل التاريخ". تجسد متروبوليس الصغيرة، أو كنيسة القديس ألفثيريوس، إشادة مصغرة بأثينا العصر البيزنطي تقبع في وسط شارع إرمو، أشد شوارع التسوق ازدحامًا وصخبًا في العاصمة. وبالحديث عن الكنائس الصغيرة، لا بد لنا هنا من ذكر كنيسة القديس جورجيوس، التي تجثم عند قمة أعلى التلال السبعة في أثينا، ليكابيتوس، متشحة بلونها الأبيض الثلجي ومكافئة زوارها بإطلالة شاملة تسلب اللب على المدينة المفضلة للإلهة الأسطورية أثينا.

 

سوفلاكي لن تنساه ما حييت: مغامرات تذوق الأطايب في العاصمة اليونانية

يتمثل موقف أهل أثينا الجاد تجاه الطعام في إبقاء الأشياء بسيطة وطازجة ولذيذة، والأهم من ذلك أنها تُسعد الجميع، وتأتي سلطة هورياتيكي تجسيدًا أصيلاً لهذه الفلسفة. يعد هذا الطبق نجم نجوم الموائد اليونانية، ويُقدّم عليها كوجبة رئيسية أو مقبلات، مع مكونات أقل ما يقال عنها إنها مترعة بالفيتامينات، من الطماطم والخيار والخس والبصل والفلفل وجبن الفيتا والزيتون الناضر الريان، ولذلك احرص على اقتناص حصتك منها. أما حساء السمك الخفيف والغني والصحي للغاية فهو طبق ستقع عليه أينما أخذتك رحلتك في المدينة، زاخرٌ بالأسماك والخضراوات الموسمية، ما يجعله تجربة لا بد منها لعشاق المأكولات البحرية. وإن أردت تذوق طعم الراحة بطابعها اليوناني، فعليك بطبق من الباستيتسيو، وهو ببساطة لحم بقري مفروم ومتبّل يتناوب في طبقات من المعكرونة وصلصة البشاميل سميكة القوام، ومخبوز في الفرن إلى درجة من الكمال اللذيذ والمقرمش.
هل تلتمس تذوق المأكولات المحلية وحميمية أجواء وجبات الغداء العائلية اليونانية في مكان واحد؟ إذن ستجد في "كليامتاريا" غايتك المنشودة. لم يتغير هذ المطعم الذي تديره عائلة كثيرًا منذ افتتاحه لأول مرة في عام 1927، ما أسعد أسراب السكان المحليين والسياح الذين يقتحمون طاولاته متعطشين للأصالة اليونانية على صعيدي النكهات والموسيقى. ولخوض تجربة شهية لن تفارق لذة طعمها ذكرياتك، احجز طاولة في "أورايزونتس" واستمتع بواحدة من أروع الإطلالات البانورامية التي ستقع عليها عيناك على الإطلاق. يقع المطعم على قمة هضبة ليكابيتوس، وتحظى كلٌ من إطلالته الساحرة وطعامه المستطاب بالإشادة على حد سواء. أما إن كنت تبتغي وجبة سريعة ولكنك تأبى التنازل عن الأصالة، فشدّ الرحال إلى مطعم "أو كوستاس" في حي بلاكا، وتلذّذ بطبق السوفلاكي الخاص بهم والذي ظل السيد بلا منازع على قائمة طعام الشارع الأثيني منذ أن افتتح كوستاس لافيداس، جد المالك الحالي، المكان في خمسينيات القرن الماضي.

 

استعد لماراثون تسوق حقيقي

يرتقي التسوق في أثينا إلى درجة الرياضة الأولمبية. مركز المدينة في الأساس سوق ضخمة في الهواء الطلق تلبي جميع الاحتياجات والأذواق والميزانيات. يمتد شارع إرمو بين موقع كيراميكوس الأثري وميدان سينتاجما، ويحتل المرتبة الأولى بين أغلى خمسة شوارع للتسوق في أوروبا ويتربع بين العشرة الأوائل على مستوى العالم. في نهاية هذا الشارع، ستجد نفسك في موناستيراكي، بازار أثينا المترامي الأطراف، الذي يفيض ببحر من الأكشاك التي تبيع كل شيء تحت أشعة الشمس اليونانية الحارقة. هل حجزت رحلتك إلى أثينا للاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع؟ إذًا احرص على زيارة سوق موناستيراكي للسلع الرخيصة والمستعملة أيضًا، فهي الوجهة المثلى لقضاء يوم الأحد بالنسبة للسكان المحليين والسياح على حدٍ سواء.
إن كنت تتطلع إلى الاحتفال كما لو أنك لن ترى فجر يوم آخر، فليس ثمة مرتع لتحقيق مقصدك هذا أفضل من حي بلاكا، المعروف أيضًا باسم حي الآلهة. تتمتع هذه المنطقة التاريخية التي رُصفت دروبها بالحصى بأجواء قروية صارخة في ساعات النهار، بيد أنها تتحول إلى خلية نحل تنبض بالحياة ليلاً، وتكتظ مطاعمها ومقاهيها بشتى فئات الناس والشخصيات. انطلق في رحلتك هذه من بار كوكتيلات "ذا كلمزيز" الحائز مؤخرًا على التصويت بأنه سادس أفضل بار في العالم، والذي يجتذب حشودًا متتالية من مهووسي الكوكتيل وعشاقه.

 

الحياة الشاطئية في أثينا: المتعة في أبهى صورها

هل ما زلنا بحاجة إلى منحك سببًا آخر للوقوع في حب العاصمة اليونانية؟ ها هو ذا: غطسة منعشة تحيي الروح في مياه بحر إيجة بزرقتها اللازوردية، ليست إلا على بعد مسافة قصيرة بالترام في أي وقت أحببت. اشكرنا لاحقًا. تترامى على ساحل أتيكا كوكبة من الشواطئ تتنوع أجواؤها من المفعمة بالمرح والاسترخاء إلى الهادئة والفاخرة، الأمر الذي سيوقعك في حيرة تصيبك بالدوار. تتطلع بفارغ الصبر إلى التنزه والاستجمام على شاطئ البحر؟ إذًا ترجّل من الترام في "إيدم"، أقرب الشواطئ إلى وسط أثينا، منبسطًا بين منطقتي باليو فاليرو وأليموس. لعل شاطئ "أستير فولياجميني" يجنح نحو الجانب الأعلى على صعيد الأسعار، بيد أنك ستجد له عذرًا حين تستشعر سحر أجواءه التي تفوح بالراحة والرفاهية، مع كراسي التشمس المريحة والمتاحة للحجز المسبق وخدمة الواي فاي المجانية على امتداد الشاطئ. "ياباناكي" في فاركيزا نادٍ شاطئي خاص وهادئ على بعد 40 دقيقة من وسط مدينة أثينا الصاخب والمزدحم، ما يجعله الوجهة المفضلة للأسرة بلا منازع.

 

مطار أثينا

يقع مطار أثينا إلفثيريوس فينيزيلوس الدولي (ATH) على بعد 27 كيلومترًا شرق مركز مدينة أثينا، على حدود ضاحية سباتا. توجد محطة سكة حديد مجاورة مباشرة لمبنى المطار، ويمر بها خط المترو رقم 3 وخدمة سكة حديد الضواحي برواستياكوس في طريقهما إلى المدينة. كما تربط خطوط الحافلات التي تحمل الأرقام X93 وX95 وX96 وX97 المطار مباشرة بالعاصمة. وتتوفر خدمات سيارات الأجرة واستئجار السيارات أيضًا.

 

الطقس في أثينا

تتمتع أثينا بمناخ متوسطي صيفي حار، والذي ينقسم الطقس فيه بشكل أساسي إلى موسمين: حارق وجاف صيفًا ومعتدل شتاء مع هطول الأمطار بين الحين والآخر. يتسم شهرا يوليو وأغسطس بكونهما الأشد جفافًا، حيث يقارب متوسط درجات الحرارة اليومية الأربعين ويمكن أن يترافق مع موجات حرارة شديدة الارتفاع. ولذلك يمثل فصلا الربيع أو الخريف أفضل وقت لجدولة عطلة في مدينة أثينا. أو، إذا كنت تأمل في تجنّب الحشود والاستمتاع بالأكروبوليس لنفسك (نوعًا ما)، فعليك بأشهر الشتاء.